هل تغيرت المعادلة؟ الفتاة لم تعد تسعى للزواج.. بل تهرب منه! - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. تثير حيرة وغيظ والدتها وترفض جميع الخطاب مهما كان مستواهم المادي والاجتماعي دون سبب واضح، فلا يوجد شاب آخر يشغل بالها ويعشمها بالزواج دون فائدة، ولا معاناة من أزمة صحية، كما أن ثقتها بنفسها قويّة ولا تخشى من الرفض!
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
هل أصبحت الفتاة العربية تهرب من مسؤوليات الزواج كما كان حال الشباب من قبل؟ وهل يتطور الأمر لعلاقات غير مشروعة كما كان يفعل الشباب ولا يزالون في الواقع؟ أم أن لديها أمور أخرى تعوِّضها عن الحب والزواج؟
لماذا أصبحت الفتاة ترفض الزواج؟
بعد أن كان الزواج هو الهدف الأساسي في حياة أي فتاة أصبح الأمر يتراجع بالتدريج، وبدأ بالفعل في الأماكن الحضرية ثم تسرّب إلى الأماكن الريفية والنائية، وقد انتشر هذا على مستوى العالم في البداية، لنجد أن نساء اليابان أصبحن يتُقن أكثر إلى الحرية ويُفضلن عدم الزواج، ونصف الكنديين يشعرون بأن الزواج ليس ضروريا على الإطلاق، ويعيش 89% من سكان العالم في أماكن تنخفض بها معدلات الزواج.
وفي حين لا تتوفر إحصاءات دقيقة تدلّ على نسبة رفض الفتيات العربيات للزواج إلا أن ارتفاع سن الزواج أصبح حقيقة واقعة، صحيح أن البعض يُرجع سببها إلى الظروف الاقتصادية وعزوف الشباب أنفسهم عن الارتباط الرسمي، إلا أن نسبة الفتيات اللاتي أصبحن يرفضن الخطاب دون سبب واضح أو مُقنع في زيادة كبيرة بالفعل، ومن أهم أسباب رفض النساء للزواج:
ارتفاع حجم المسؤوليات
من الأسباب التي ترصدها الكثير من الفتيات لرفض الخطّاب هي المسؤولية شديدة الضخامة التي أصبحت مطلوبة من المرأة في الزواج، فكل فتاة ترغب بالطبع في الاستقلال والاستقرار في منزلها الخاص ومع أطفالها، ولكن أصبح الكثير من الرجال في نظرهن يرغبن في الارتباط بامرأة مثل أمهاتهم، بمعنى الالتزام بكل المسؤوليات المنزلية من طهي ورعاية أطفال والعناية بالزوج وتنظيف المنزل، بالإضافة إلى كسب المال.
وعلى حين لم تكن المرأة قديماً مطلوبا منها على الإطلاق كسب المال أو الإنفاق على المنزل، أصبح الرجال يرون أن من حقهم أن تساعدهم زوجاتهم في الإنفاق، وفي المقابل لا يمارس هو أي مساعدة منزلية لأنه رجل!!
وهذا لا يعني أن المرأة العاملة ترفض المساعدة في الإنفاق على المنزل، لكن أن يكون هذا عبئاً عليها وواجب حتميّ هو أمر غير مقبول على الإطلاق لمعظم إن لم يكن جميع النساء.
التخلص من السطوة الأبوية
على مرّ العصور كان إنجاب الفتاة عبء كبير على الأسرة يرغبون في التخلص منه بأسرع وقت ممكن، ففي روما القديمة كانت تقام مهرجانات سنوية يُجبر الأب بها بناته على الرقص بطريقة مغرية للفوز بزوج!!
ونجد أن زواج القاصرات في المناطق الريفية والنائية لا يزال قائماً مقابل مهر يحصل الأب عليه بأكمله مقابل بيع ابنته حرفياً لمن يدفع أكثر!!.
إلا أن هذا لم يعد حال نسبة كبيرة من الفتيات واللاتي تحررن بالفعل من السيطرة الأبوية، وأصبحن يكسبن مالهن الخاص، فلسن مضطرات للتعامل مع وجهات نظر أبوية غير منطقية ولا عادلة في اختيار الزوج.
تجميد البويضات
تعتبر الأمومة من أهم أسباب الفتاة للزواج، فهي غريزة أساسية وتفوق بمراحل أي غرائز أخرى لديها، ولأن عدد البويضات في جسم المرأة محدود، وعادة ما تتراجع فرصها في الإنجاب بعد سن الأربعين، فكان لابد لها من الإسراع في الزواج قبل عُمر الثلاثين لتتمكّن من إنجاب طفلين على الأقل قبل الدخول في مرحلة انقطاع الطمث.
ولكن تجميد البويضات حلّ هذه المعضلة، فالمرأة التي لم تجد الرجل الذي تراه ملائماً لها بالفعل وتشعر بالسكينة والارتياح معه، وأنه شريك حياة حقيقي يمكنها ببساطة تجميد بويضاتها لتتمكّن من الإنجاب في سن كبير، دون مخاطر الزواج من شخص غير ملائم ثم الطلاق.
زيادة معدّل الخيانة والطلاق
تنتشر الخيانة في الدنمارك بنسبة 50% وفي ألمانيا بنسبة 47% وفي إيطاليا بنسبة 47% وفي فرنسا بنسبة 42% وفي بريطانيا بنسبة 38% وفي أمريكا بنسبة 35%، وسبب 25% من حالات طلب الطلاق في مجموعة من البلدان العربية هي رغبة الرجل في الزواج من أخرى مع رفض زوجته الأولى أو عدم قدرته على العدل بين زوجتين.
إن هذه المعدلات المرعبة من الخيانة الزوجية تجعل الكثير من النساء على مستوى العالم يعزفن عن الزواج خوفاً من الخيانة وما يعقبها من التورط بمفردها في تربية الأطفال والإنفاق عليهم دون أي مسؤولية على الرجل.
ارتفاع معايير الفتاة في الزوج
كل امرأة ترغب في أن يكون زوجها أقوى وأكثر ذكاءً منها، ففطرتها التي خلقها الله تعالى عليها تستكين تحت جناح من يرعاها ويحميها، وفي حين كان قديما التفوق العقلي والجسدي والفكري والمادي أيضاً دائماً أو في الكثير من الأحيان للرجل لأنه يخرج ويتعلم ولديه حياة اجتماعية غنية، بحيث كان مناسبًا فعلاً لأي أنثى طالما رضي والدها بمستواه المادي والخُلقي، فإن الحال لم يعد هكذا على الإطلاق.
فلم يعد أي رجل أكثر خبرة وكفاءة من أي أنثى، فإذا كانت متعلمة ومثقفة ولديها هوايات وخبرات وتجارب اجتماعية وأنشطة متنوعة فهي لن ترضى بشخص أقل منها في أي شيء، صحيح أن بعض الفتيات من هذه الفئة كن يوافقن في السنوات الماضية على من هو أقل منهن بدافع الهرب من ضغط المجتمع والنظرة للعنوسة.
إلا أن ارتفاع معدلات الطلاق أثبتت خطأ هذا التصرف، فإذا لم تكن الفتاة ترتضي زوجها تماما وتراه أقوى منها وأكثر كفاءة فلن تحترمه وسوف يظهر هذا في تصرفاتها العفوية قبل المتعمّدة، ولن يتحمل أي رجل عدم احترام زوجته له، لذا أصبحت الفتيات أكثر وعياً وإصرارا على اختيار من يلائمهن بل ويتفوق عليهن، ليس فقط ماديا ولكن عقليا وجسديا ونفسيا لتستكين فعليا في رعايته وتحت حمايته.
كيف تتغلب النساء العازبات على شعورهن بالوحدة؟
من فطرة المرأة أنها تجد الهدف والمعنى في الأطفال وترغب كأي كائن حيّ على الإطلاق في العثور على شريك ملائم يلبي لها احتياجاتها العاطفية والجسدية، وتتأرجح الفتيات بالفعل بين شعورهن بالوحدة وبين الإحباط وتراجع فرص العثور على شخص ملائم.
والكثير من النساء الآن يظللن ثابتات على مبدأ عدم الزواج بمن لا يوافق معاييرهن رغم ما قد يعانين منه من وحدة أو نظرات مجتمعية ساخطة أو غيرها.
وهن عادة ما يتغلبن على هذا الشعور الآن بكثرة الأنشطة الاجتماعية والتي أصبحت متاحة أكثر بكثير من أجيال سابقة، كما أن الوعي بطرق إفراز هرمونات السعادة من ممارسة الرياضة وتناول أكلات محددة وعدم التركيز فقط على الزواج كدليل على النجاح أو وسيلة للترقي الاجتماعي جعلهن أكثر قدرة على الصمود.
إن الزواج والارتباط فطرة مؤكدة في جميع الكائنات الحيّة، ولكن الهدف منه هو السكينة والراحة والإطمئنان، ولكن عندما يتحول الأمر إلى تحدي ومسؤوليات متزايدة وعدم تقدير من الزوج لأي ما تفعله ورغبة مستمرة في تحطيمها لمجرّد أن يظهر بأنه أقوى دون وجه حق، فهذا بالتأكيد عكس المطلوب تماما في الزواج.
كُنا قد تحدثنا في خبر هل تغيرت المعادلة؟ الفتاة لم تعد تسعى للزواج.. بل تهرب منه! - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :