في وداع العم علي إبراهيم الطريري - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. نشأتُ في مكان يسمى «العديلية الشرقية»، وما لبث أن أصبح يطلق عليه اسم منطقة «الروضة»، إذ تميزت هذه البقعة بخصوبة أراضيها وكثرة النباتات والأزهار فيها، خصوصا في فصل الربيع، مما جعلها مكانا مناسبا للزراعة، وفي أواخر عام 1970 تم تغيير اسمها من «العديلية الشرقية» إلى «الروضة» نظرا لطبيعتها الخضراء.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
فمنذ عام 1967 خصص لوالدي، رحمه الله، بيت في الروضة، وكان بيت جيراننا هو بيت العم أبو إبراهيم الطريري، حيث نشأنا في فريج أسس على المودة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، الكل يعرف الآخر ويحنو عليه ويحترمه، لا طائفية ولا عرقية ولا أي مرض من هذه الأمراض العصرية الاجتماعية كانت قد دبت في أرضنا، فنحن خليط غير متجانس ولكن بفعل المجاورة والتواد والتآخي صرنا نعتبر جيراننا أهلنا، والدهم والدي، ووالدتهم لها حق علي، كحق والدتي، والإخوة والأخوات كل يحترم الآخر ويخاف عليه بفطرة سليمة وقويمة غابت اليوم أكثرها ولم يبق إلا ظلالها.
لم يكن والدي، رحمة الله عليه، يملك سيارة، لأنه لم يكن قد تعلم قيادة السيارة، فكان جارنا العم أبو إبراهيم الطريري هو الذي يتكفل كل صباح بإيصالنا إلى المدرسة دون من أو ملل أو كلل أو تذمر، يجلس في الصباح في سيارته ينتظرنا لنركب مع أبنائه، ويُقلنا ليوصلنا إلى مدارسنا التي لم تكن ببعيدة عن بيوتنا.
كان يعاملنا معاملة الأب لأبنائه، يحنو علينا بقلب أبوي، ويتلطف معنا في القول دون أن يشعرنا بأنه المتفضل علينا بما يصنع، يؤثر الصمت على الحديث المرسل، حسن الطوية، في سمته وقار وفي صمته اقتدار، هش بش بسام يبجل الصغير من تواضعه مثلما يبجل الكبير، مقدر في مجالس الرجال يصنع المعروف ويتوارى عن نسبته إليه.
حين انتهيت من المرحلة الثانوية، وقبلت في كلية الآداب بجامعة الكويت، وكان يومئذ الجمع بين الدراسة والوظيفة لا تعارض بينهما، فقد سعى إلى توظيفي في بلدية الكويت، إذ كنت يومها متزوجا وبحاجة إلى وظيفة إلى جانب دراستي.
لقد عاش العم أبوإبراهيم الطريري نظيف اليد، طاهر الإزار، لم تغره الدنيا ببريقها الخادع، وإنما كان يحافظ على سمعته وسيرته واسم عائلته التي لا نعرف عنها إلا كل خير وطيبة وكرم.
لديه من الأبناء الذكور «إبراهيم» و«المستشار بدر»، وهما من خيرة ما عرفنا في فريجنا، فمن شابه أباه فما ظلم.
وأسرة الطريري من الأسر الكويتية العريقة، التي وفدت من الزلفي في نجد، أوائل القرن الماضي، واتخذت من المرقاب سكنا لها، يعود نسبها إلى قبيلة عنزة، وقد آثر العم علي إبراهيم الطريري أن يقيم في الكويت، بينما أقام بقية إخوته في المملكة العربية السعودية، وأخوته هم: محمد وسليمان وسعود. ولأسرة الطريري مصاهرة مع العديد من الأسر الكويتية الكريمة منها: الغنام، والفارس، والملحم، والشايع، والمحري.
في صباح الأربعاء 5 فبراير 2025 نُعِيَ إلينا رحمه الله، إذ كنتُ من أيام قلائل قد زرته في ديوانه وجلست معه، وكانت آثار التعب والوهن تبدو عليه، ولكنه كان صلبا قويا غير مطواع لما ينتابه من علة، ولكن هو اليقين الذي لا مفر منه ولا راد له، فلقد خلق الحقُّ الموتَ والحياةَ ليبلونا أيُّنا أحسن عملا.
خالص العزاء لآل الطريري الكرام في فقيدهم الغالي العم علي إبراهيم الطريري (1935 - 2025) سائلين المولى أن يسكنه واسع رحمته وفسيح جناته، وأن يلهم أبناءه وأحبابه وذويه الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». ورحم الله القائل:
لَعَمرُكَ ما الرَّزيَّةُ فقدُ مالٍ
ولكنَّ الرَّزيَّةَ فقدُ حُرِّ
كُنا قد تحدثنا في خبر في وداع العم علي إبراهيم الطريري - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :