فلكية جدة.. القمر البدر اليوم يقترب من الأرض ويضيء السماء بأكبر حجمه

تستعد سماء المملكة والوطن العربي لمشاهدة ظاهرة فلكية رائعة اليوم، حيث يظهر القمر العملاق مكتملًا عند أقرب مسافة له من الأرض خلال عام 2025، ليضيء السماء الليلية بتوهجه المميز، وتتيح هذه اللحظة فرصة مثالية لعشاق الفلك والمصورين لمتابعة القمر البدر الأكبر، والذي سيكون مرئيًا طوال الليل ويبرز بحجمه وإضاءته الفائقة مقارنة بالقمر المكتمل العادي.

القمر العملاق ومفهوم بدر الحضيض

وفقًا للجمعية الفلكية بجدة، يُطلق مصطلح القمر العملاق على القمر عندما يكون في طور البدر الكامل وتقل المسافة بين مركزه ومركز الأرض عن نحو 362,146 كيلومترًا، والمصطلح العلمي الأدق هو “بدر الحضيض”، أي اللحظة التي يبلغ فيها القمر أقرب نقطة له في مداره البيضاوي حول الأرض، ويُلاحظ عند هذه النقطة أن القمر يبدو أكبر بنسبة 14% وأكثر سطوعًا بنسبة 30% مقارنة بالبدر عند الأوج، ويعد هذا القمر العملاق حدثًا فلكيًا يستحق الرصد والتصوير لمتابعة تفاصيله البصرية والفلكية.

موعد وشكل القمر العملاق في السماء

سيبلغ القمر العملاق ذروة اكتماله اليوم عند الساعة 04:19 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، على بُعد 356,978 كيلومترًا من مركز الأرض، ويظهر عند شروقه من الأفق الشمالي الشرقي بلون برتقالي مائل إلى الأحمر بسبب مرور ضوئه عبر الغلاف الجوي الكثيف والغني بالغبار وبخار الماء، ومع ارتفاع القمر في السماء، يقل تأثير الغلاف الجوي تدريجيًا فيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد، ويستمر هذا المشهد الساحر لساعات، ما يتيح الفرصة لعشاق الفلك لملاحظة التغير التدريجي في اللون والحجم والإضاءة.

تأثيرات القمر العملاق على الأرض والظواهر المصاحبة

رغم جمال القمر العملاق، أكدت الجمعية الفلكية بجدة أن الظاهرة لن يكون لها أي تأثير مباشر على الأرض باستثناء ظاهرتي المد والجزر، واللتين تحدثان طبيعيًا عند اكتمال القمر، حيث يصطف القمر والأرض والشمس على خط واحد تقريبًا، ما يؤدي إلى حدوث مد وجزر مرتفعين يعرفان بالمد والجزر الربيعي، ويتيح هذا التوقيت للفلكيين متابعة تأثير القمر على المد والجزر، كما يمكن للمصورين الاستفادة من الإضاءة الطبيعية القوية للقمر العملاق لالتقاط مشاهد فلكية مميزة، ويعد هذا الحدث من أبرز الظواهر الفلكية في الوطن العربي لهذا العام ويجذب اهتمام المهتمين بعلم الفضاء.

القمر العملاق في نوفمبر 2025 يمثل فرصة فريدة لمراقبة أكبر بدر في العام، ويتيح للجمهور فرصة مشاهدة التغيرات في الحجم والسطوع مقارنة بالأقمار المكتملة الأخرى، كما يتيح للعلماء والفلكيين دراسة تأثير الأقمار القريبة على ظواهر طبيعية مثل المد والجزر، ويظل هذا الحدث الفلكي من أبرز الأحداث التي تشهدها سماء المملكة والوطن العربي، ويعتبر من اللحظات المميزة التي لا تفوت لمحبي متابعة الظواهر السماوية.