سماء سوريا تتحول لساحة ساحرة الليلة مع القمر العملاق.. الفلكيون يكشفون التفاصيل والتأثيرات الخفيفة على المد والجزر

سماء سوريا تتحول لساحة ساحرة الليلة مع القمر العملاق.. الفلكيون يكشفون التفاصيل والتأثيرات الخفيفة على المد والجزر

تشهد سماء سوريا والعالم مساء اليوم ظاهرة فلكية نادرة تعرف باسم “القمر العملاق”، حيث يقترب القمر إلى أقرب مسافة له من الأرض خلال العام ويبدو أكبر حجماً وأكثر إشراقاً من البدر العادي، وتُعد هذه الظاهرة فرصة لعشاق الفلك والهواة لمراقبة القمر ومتابعة تأثيراته الطفيفة على المد والجزر، إضافة إلى الاستمتاع بالمشهد البصري الخلاب فوق الأفقين الشرقي والغربي، مما يجعل ليلة اليوم مناسبة مثالية للتصوير الفوتوغرافي الفلكي والتأمل في جمال السماء.

ما هو القمر العملاق وكيفية حدوثه

القمر العملاق يحدث عندما يتزامن اكتمال البدر مع وصول القمر إلى نقطة الحضيض، وهي أقرب نقطة له من الأرض في مداره الإهليلجي، ويعرف التفسير العلمي لهذه الظاهرة باسم “Perigee-syzygy of the Earth-Moon-Sun system”، حيث يقل متوسط المسافة بين مركز الأرض والقمر إلى نحو 356,800 كيلومتر، ما يجعل القمر يظهر أكبر حجماً بنسبة 7% وأكثر إشراقاً بنحو 30% مقارنة بالبدر العادي، وتساهم هذه الظاهرة في تعزيز جمال المشهد الفلكي الليلي وفتنته.

تأثيرات القمر العملاق على الأرض والمد والجزر

على الرغم من المظهر المهيب للقمر العملاق، فإن تأثيره الفيزيائي على الأرض محدود للغاية، إذ يقتصر على حدوث مد وجزر أعلى قليلاً من المتوسط المعتاد للبدر نتيجة زيادة قوة الجاذبية القمرية عند نقطة الحضيض، ولا توجد أي علاقة للظاهرة بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو البراكين أو الفيضانات، ويؤكد الفلكيون أن هذه الظاهرة طبيعية تماماً وتتكرر بمواعيد دقيقة خلال السنة، مما يجعلها حدثاً آمناً للمتابعة والمشاهدة.

الألوان والخصائص البصرية للقمر العملاق

يظهر القمر العملاق عند شروق وغروب الشمس بلون برتقالي مائل إلى الأحمر نتيجة ظاهرة تشتت الضوء في الغلاف الجوي للأرض، إذ تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء ويظل الضوء الأحمر والأصفر مرئياً، مما يعطي القمر مظهراً دافئاً عند الأفقين، ومع ارتفاعه في السماء يعود إلى لونه الفضي المعتاد، وتسمح هذه الخصائص البصرية للهواة والمصورين بالتقاط صور مميزة للقمر العملاق، ويُعرف القمر في بعض الثقافات بمسميات موسمية مثل “قمر الحصاد العملاق” أو “قمر القندس” أو “القمر البارد” بحسب توقيت ظهوره في العام.