الليلة موعدك مع القمر العملاق.. مشهد سماوي يخطف الأنظار في سماء الوطن العربي

يشهد العالم العربي والأردن بعد غروب شمس يوم 5 نوفمبر 2025 ظاهرة فلكية مدهشة وهي ظهور القمر العملاق في سماء المساء، حيث يكون القمر في طور البدر الكامل ويبدو أكبر قليلاً وأكثر إشراقًا من المعتاد، لتمنحنا الطبيعة عرضًا بصريًا فريدًا يخطف الأنظار، خاصة عند ظهوره بجانب المباني أو الأفق الطبيعي.

ما هو القمر العملاق وأسباب ظهوره؟

يُعرف القمر العملاق عندما يكون القمر في طور البدر الكامل ويقترب من الأرض في مداره البيضاوي، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر سطوعًا بنسبة تصل إلى 30٪ مقارنة بالبدر العادي، ويحدث ذلك عند وصول القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض والتي تُعرف باسم الحضيض القمري، وتكون المسافة في تلك الحالة حوالي 360 ألف كيلومتر فقط، أي أقرب بنحو 25 ألف كيلومتر من المسافة المعتادة.

وفق الحسابات الفلكية، يصل القمر إلى مرحلة البدر في مساء الخامس من نوفمبر عند الساعة 13:19 بالتوقيت العالمي، بينما يبلغ نقطة الحضيض في الساعة 22:29 من الليلة نفسها، ليكون على بُعد 356,833 كيلومترًا من الأرض، ما يجعله في أوضح حالاته خلال هذا العام.

مشهد القمر العملاق وكيفية مشاهدته بوضوح

يظهر القمر العملاق في الأفق الشرقي بعد الغروب مباشرة، بلون برتقالي مائل إلى الأحمر نتيجة مرور ضوئه عبر طبقات الغلاف الجوي الكثيفة، ثم يتحول تدريجيًا إلى لونه الفضي المعتاد عند ارتفاعه في السماء، ويبدو حجمه أكبر بنسبة 14٪ وأكثر سطوعًا بنسبة 30٪ مقارنة بالبدر العادي.

• يمكن ملاحظة القمر العملاق بالعين المجردة دون الحاجة لأي معدات خاصة.
• أفضل وقت للرؤية يكون بعد الغروب مباشرة من أماكن مفتوحة كالسواحل أو الجبال.
• تتضح الظاهرة أكثر عند اقتران القمر بالأفق أو المباني العالية بفضل خداع المنظور البصري.

ورغم الصور المنتشرة على الإنترنت التي تُظهر القمر بحجم ضخم، إلا أن تلك اللقطات تُلتقط باستخدام تقنيات تصوير خاصة، بينما يمكن لأي شخص تجربة تغطية القمر بإصبعه كدليل على صغر حجمه الظاهري الحقيقي.

هل القمر العملاق يؤثر على الأرض؟

تحدث ظاهرة القمر العملاق عادة من ثلاث إلى أربع مرات سنويًا نتيجة اختلاف الفترات المدارية للقمر حول الأرض، ورغم قربه النسبي إلا أنه لا يُسبب أي كوارث طبيعية كما يُشاع، فالقمر العملاق لا يؤثر على الزلازل أو البراكين، بل يقتصر تأثيره فقط على ظاهرتي المد والجزر.

عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض، تزداد قوة جاذبيته قليلاً مسببة ارتفاعًا بسيطًا في المد يُعرف بالمدّ الحضيضي، إلا أن هذا التأثير لا يتجاوز بضعة سنتيمترات في مستوى المياه، ولا يترتب عليه أي تغييرات مناخية أو جيولوجية.

وتُعد هذه الظاهرة فرصة مثالية لعشاق الفلك للاستمتاع بجمال السماء ورصد القمر العملاق بأعينهم في مشهد نادر يجمع بين العلم والمتعة البصرية، حيث تتكرر هذه الظواهر القمرية الساحرة مرات محدودة كل عام وتمنحنا تذكيرًا رائعًا بجمال الكون وتناغمه الدقيق.