نظام الرقيب الذكي.. غرامة فورية 150 ريال تُرصد آليًا لكل مركبة غير مؤمنة

مخالفة وغرامة فورية 150 ريال تُرصد آليًا، المرور السعودي يُفعّل نظام الرقيب الذكي لرصد المخالفات إلكترونيًا 2025، أعلنت الإدارة العامة للمرور السعودي عن تفعيل نظام الرصد الآلي الجديد “الرقيب الذكي”، وهو نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد المركبات غير المؤمنة إلكترونيًا وتسجيل المخالفات بشكل فوري وآلي دون تدخل بشري، هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي المملكة لرفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، وتعزيز الالتزام بالتأمين الإلزامي للمركبات، والحد من الحوادث التي تخلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة كل عام، كل التفاصيل يشرحها لكم موقع غاية.

ما هو نظام الرقيب الذكي الجديد؟

يُعد نظام الرقيب الذكي أحدث الأنظمة التقنية التي أطلقتها الإدارة العامة للمرور، ويعمل النظام على رصد بيانات المركبات المسجلة في المرور ومقارنتها ببيانات شركات التأمين المعتمدة في المملكة، وذلك بشكل دوري كل أسبوعين، وفي حال اكتشاف مركبة غير مؤمّنة، يقوم النظام تلقائيًا بتسجيل مخالفة مالية قيمتها 150 ريالًا على صاحب المركبة دون الحاجة لأي إجراء يدوي أو مراجعة بشرية،وأكدت إدارة المرور أن الهدف من النظام لا يقتصر على فرض الغرامات، بل يتمثل في تعزيز ثقافة الالتزام والوعي المروري، وتشجيع المواطنين والمقيمين على تجديد وثائق التأمين في مواعيدها المحددة، حرصًا على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين.

أهداف النظام وتأثيره على السلامة المرورية

يسعى نظام الرقيب الذكي إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية تتماشى مع خطط التحول الرقمي الشامل الذي تتبناه وزارة الداخلية ضمن رؤية 2030، ومن أبرز هذه الأهداف:

• رفع مستوى الالتزام بالتأمين الإلزامي على المركبات.
• تقليل الحوادث المرورية الناتجة عن عدم التأمين أو الإهمال في الصيانة.
• تعزيز الشفافية في تطبيق الأنظمة دون تدخل بشري أو مجال للأخطاء الفردية.
• تحقيق العدالة المرورية بتطبيق القوانين على الجميع بشكل آلي ودقيق.

ويرى خبراء في مجال المرور والسلامة أن تطبيق هذا النظام سيحدث تغيرًا ملموسًا في سلوك السائقين داخل المملكة، حيث سيدفعهم إلى مراجعة حالة تأمين مركباتهم بانتظام عبر المنصات الإلكترونية الرسمية مثل منصة “أبشر”، لتجنب الغرامات الفورية، ولضمان القيادة في بيئة آمنة ومنظمة.

تعزيز التحول الرقمي في قطاع المرور

يأتي هذا التطور امتدادًا للنجاحات التقنية السابقة التي حققتها المملكة في مجال إدارة المرور، وعلى رأسها نظام “ساهر” الذي ساهم في خفض معدلات الحوادث بنسبة كبيرة خلال السنوات الماضية، ويعد نظام الرقيب الذكي خطوة متقدمة في نفس الاتجاه، إذ يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة للكشف عن المركبات المخالفة أو غير المؤمنة بدقة عالية، ما يقلل من احتمالية الأخطاء البشرية ويزيد من كفاءة الرقابة، كما يؤكد هذا النظام التزام وزارة الداخلية السعودية بتطبيق التحول الرقمي الكامل في الخدمات المرورية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لضمان بيئة مرورية أكثر أمانًا وانضباطًا، بما يواكب التطورات العالمية في مجال النقل الذكي والإدارة الإلكترونية.

الغرامات وآلية الرصد الآلي

وفقًا لما أعلنته الإدارة العامة للمرور، فإن النظام سيبدأ رصد المركبات غير المؤمنة بشكل دوري كل أسبوعين، باستخدام شبكة متطورة من الكاميرات وأجهزة المسح الذكية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وبمجرد أن يكتشف النظام أن المركبة لا تمتلك تأمينًا ساريًا، يتم تسجيل مخالفة مالية قدرها 150 ريالًا تُضاف مباشرة إلى سجل صاحب المركبة، وأوضح المرور السعودي أن المخالفة تُسجّل مرة واحدة فقط كل أسبوعين في حال استمرار عدم التأمين، مؤكدًا أن النظام لا يهدف إلى العقوبة بقدر ما يهدف إلى تحفيز الالتزام بالتأمين الإلزامي الذي يمثل عنصرًا أساسيًا في منظومة السلامة على الطرق.

الفوائد المنتظرة من النظام الجديد

من المتوقع أن يساهم نظام الرقيب الذكي في خفض معدلات الحوادث بنسبة تصل إلى 25% خلال العام الأول من تطبيقه، وفق تقديرات أولية صادرة عن خبراء السلامة المرورية، ويرجع ذلك إلى أن السائقين سيصبحون أكثر حرصًا على تجديد وثائق التأمين ومتابعة حالة مركباتهم بشكل مستمر، مما يقلل من الحوادث الناتجة عن الإهمال أو التأخير في الإجراءات القانونية، كذلك، سيؤدي هذا النظام إلى توفير الوقت والجهد على الجهات الحكومية، ويضمن تطبيق القانون بعدالة وشفافية تامة، ويعزز الثقة بين المواطن والجهات المرورية من خلال نظام إلكتروني يعتمد على الدقة والموضوعية في رصد المخالفات.

نحو طرق أكثر أمانًا وانضباطًا

يؤكد المرور السعودي أن تفعيل نظام الرقيب الذكي يمثل مرحلة جديدة من التحول الرقمي في منظومة المرور، حيث تتولى التقنيات الحديثة مهمة المراقبة والرصد بشكل مستمر ودون توقف، ما يخلق بيئة مرورية أكثر انضباطًا وأمانًا للجميع، ويشدد المسؤولون على أن الالتزام بالتأمين لم يعد خيارًا بل ضرورة لحماية الأرواح والممتلكات، وأن التكنولوجيا أصبحت اليوم “العين التي لا تنام” في خدمة سلامة المجتمع، وبهذا، تمضي المملكة بخطوات واثقة نحو تحقيق رؤيتها الشاملة لسعودية رقمية وآمنة، يكون فيها النظام والانضباط أساس الحياة اليومية على الطرق.