عودة رافع الرفاعي مفتي العراق إلى الواجهة.. خطوة جدلية بين المصالحة وإثارة الجدل السياسي

رافع الرفاعي مفتي العراق

شهدت العراق تطورًا لافتًا في الساحة الدينية والسياسية بعد عودة الشيخ رافع الرفاعي مفتي العراق السابق إلى البلاد يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بعد سنوات طويلة من الغياب بسبب اتهامات سابقة بالتورط في الإرهاب والتحريض الطائفي، الرفاعي، الذي يعد من أبرز رجال الدين السنة في العراق وصل إلى مطار بغداد الدولي حيث كان في استقباله مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وعدد من الشخصيات البارزة وبعد وصوله توجه في موكب مهيب ضم سيارات فارهة من طراز رولز رويس إلى جامع أم الطبول غرب العاصمة وسط حضور لافت من مسؤولين ومواطنين رحبوا بعودته بعد غياب دام لسنوات.

خلفية عودة رافع الرفاعي مفتي العراق

وفقًا لتقارير محلية فإن عودة رافع الرفاعي مفتي العراق جاءت بعد إسقاط التهم الموجهة إليه بموجب اتفاق سياسي غير معلن يهدف إلى طي صفحة الخلافات القديمة بين أطراف عراقية متعددة، وكان الرفاعي قد غادر البلاد خلال فترة تصاعد الصراع الطائفي بعد أن وجهت له اتهامات من قبل السلطات بالتورط في التحريض ودعم الجماعات المسلحة.

ومع ذلك يبدو أن الظروف السياسية الجديدة في العراق والحديث عن «مصالحة وطنية شاملة» قد فتحت الباب أمام عودته خصوصًا في ظل مساعٍ حكومية لإعادة بعض الشخصيات الدينية والسياسية البارزة التي غادرت البلاد في السنوات الماضية.

ردود فعل متباينة في الشارع العراقي

أثارت عودة رافع الرفاعي مفتي العراق انقسامًا واضحًا في الرأي العام:

  • فريق مؤيد يرى أن عودته تمثل خطوة في طريق المصالحة الوطنية وفرصة لطي صفحة الماضي وإعادة اللحمة بين مكونات المجتمع العراقي، خاصة بعد سنوات من الصراع والانقسام.
  • فريق معارض يعتبرها تجاهلًا لحقوق الضحايا الذين سقطوا في مرحلة الفوضى الأمنية وصعود التنظيمات المسلحة ويطالب بضرورة مراجعة قانونية شاملة لكل القضايا قبل إعادة أي شخصية مثيرة للجدل إلى المشهد العام.

مستقبل الرفاعي في المشهد العراقي

حتى الآن لم يعلن الشيخ رافع الرفاعي رسميًا عن نواياه المستقبلية أو موقعه الديني الجديد لكن مصادر مقربة أشارت إلى احتمال عودته إلى منصبه السابق كمفتي للديار العراقية أو توليه دورًا استشاريًا في المجلس الأعلى للإفتاء، وفي ظل الجدل الواسع الذي أثارته عودته يبقى السؤال المطروح هل تمهد هذه الخطوة لمصالحة حقيقية بين الفرقاء العراقيين أم أنها ستفتح بابًا جديدًا للنقاش والانقسام؟