خطط SpaceX لإطلاق العملاقة فوق سماء فلوريدا في 2025

تقترب شركة SpaceX من تحقيق إنجاز جديد في مجال استكشاف الفضاء، إذ تسعى قريبًا لإطلاق صاروخ Starship إلى مدار الأرض المنخفض عبر مسار جديد من المتوقع أن يمر فوق ولاية فلوريدا، في خطوة توصف بأنها غير اعتيادية مقارنة بالمسارات السابقة. هذا الاقتراح أثار موجة من الاهتمام، لا سيما وسط المخاوف المتعلقة بتأثير الرحلة على الحركة الجوية والسلامة في المناطق السكنية التي يحتمل مروره فوقها، بالإضافة إلى نتائج التقييمات البيئية المنتظرة بشأن الانبعاثات وتلوث الهواء.

تفيد الوثائق أن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بدأت مراجعة رسمية لطلب الشركة والذي يشمل اقتراحات لمسارات طيران قد تؤثر على أكثر من دولة، في ظل قلق مستمر من تأثيرات النشاط الفضائي على المناطق الآهلة بالسكان.

تقييم المخاطر وتغيرات المسار

يخضع الطريق المقترح الجديد للرحلة الفضائية إلى دراسة دقيقة تأخذ في الاعتبار عدة جوانب تتعلق بسلامة المجال الجوي وتبعاته البيئية:

• هناك احتمال لتأثر جودة الهواء في المناطق التي تشملها مسارات الإطلاق، ما يستدعي مراقبة دقيقة لمستوى الانبعاثات الناتجة.
• من المقرر أن تمر الرحلة فوق مناطق مكتظة مثل فلوريدا وجزر كايمان وكوبا، مما يزيد من خطورة تساقط المخلفات أو الأجسام الصلبة.
• تشير التقييمات إلى أن إطلاق الصاروخ في أوقات الذروة قد يعرقل مسارات ما يصل إلى 200 رحلة طيران تجارية في الساعة، بينما في ساعات الليل الأدنى كثافة قد يتأثر نحو 10 رحلات تقريبًا.
• التهديد البيئي لموائل الحيوانات والحياة الطبيعية يثير اعتراضات المجموعات البيئية المحلية، خصوصًا في محيط موقع الإطلاق في تكساس.
• شهدت تجارب سابقة سقوط قطع من الحطام على مناطق في الكاريبي وبورتوريكو وجزر فيرجن، وسبق أن عبرت المكسيك عن احتجاجها حيال خطر التلوث الناتج.

خطة SpaceX وتوجهاتهم المستقبلية

تحرص الشركة حاليًا على تطوير رحلات تجريبية متطورة تهدف إلى استعراض قابلية إعادة استخدام الصواريخ، وذلك بعد نجاح الاختبار الأخير الذي كسر سلسلة من المحاولات غير المكتملة:

• من المتوقع أن تصل الإصدارات الحديثة من Starship إلى المدار بحلول العام المقبل، مع إمكانية تنفيذ رحلة كاملة حول الأرض.
• تشمل الخطط المستقبلية محاولة الهبوط بالصاروخ مرة أخرى في موقع Boca Chica بولاية تكساس.
• كان طلب الشركة لدى إدارة الطيران الفيدرالية قد تضمن خيارين لمسار الرحلة، أحدهما يمر مباشرة فوق فلوريدا، بينما يقترب الآخر من جزر كايمان.
• تحظى عملية تقييم الأثر البيئي بأهمية قصوى لدى الجهات التنظيمية قبل إصدار القرار النهائي بشأن الإطلاق.

بينما لم تتوصل إدارة الطيران الفيدرالية حتى الآن إلى قرار نهائي بشأن المقترح الجديد، فقد أكد تقريرها الأخير غياب “أي تأثير كبير” لمسارات الإطلاق الجديدة حسب معاييرها، إلا أن القرار مرهون بنتائج الاجتماعات العامة التي تعقدها في السابع من أكتوبر ومشاورات المجتمع حتى العشرين من الشهر نفسه، ومن المنتظر أن تلعب الجهات التنظيمية دورًا محورياً في تقرير مصير المشروع، وفي خضم ذلك، تواصل غاية السعودية متابعتها لمجمل تطورات الملف وتأثيراته على مجالات الطيران المدني والسلامة البيئية.