الصين تستعد لزيادة قيمة اليوان بنسبة 15% في التجارة الدولية خلال 2025

الصين تستعد لزيادة قيمة اليوان بنسبة 15% في التجارة الدولية خلال 2025

شهد اليوان الصيني مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في قيمته أمام الدولار الأمريكي، إذ أشار عدد من المحللين إلى أهمية الخطوات الجديدة التي اتخذها بنك الشعب الصيني في رفع سعر صرف العملة المحلية، ومع ذلك، لا تزال العملة الصينية دون مستوياتها المرجعية على المدى الطويل حسب متوسط الأداء أمام سلة عملات الشركاء التجاريين، وفي الوقت نفسه تتصاعد الدعوات لمراجعة السياسات النقدية الصينية لضمان توازن أفضل بين التصدير والاستقرار المالي الداخلي، خاصة في ظل التحولات المرتقبة في التبادل التجاري العالمي.

لطالما كان وضع اليوان محل جدل في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، حيث ترى واشنطن أن بكين تميل لكبح قيمة العملة لتعزيز موقعها التنافسي، وقد زادت المخاوف في الآونة الأخيرة مع سعي دول مثل المكسيك لفرض رسوم جديدة على الواردات الصينية كاستجابة لمثل هذه السياسات.

الدعوات لتقوية اليوان وتعزيز العدالة التجارية

أكد براد سيتسر، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية والمسؤول السابق بوزارة الخزانة الأمريكية، أن الصين بحاجة لإتاحة ارتفاع أكبر لليوان مقابل العملات الرئيسية، داعياً لأن يكسر عتبة 7 يوانات للدولار، وشدد في مقابلة إعلامية على أهمية الخطوات التالية:

  • رفع قيمة اليوان بما يعادل 15% على أساس الوزن التجاري بغرض تعويض التراجع السابق المسجل خلال الأعوام الأخيرة.
  • إعادة ضبط السياسة النقدية بما يتناسب مع التغييرات على الساحة الدولية.
  • الابتعاد عن الاعتماد المفرط على الطلب الخارجي وخاصة الأوروبي، لتلافي ردود الأفعال السياسية المحتملة.
  • تعزيز مرونة العملة وتحسين مقومات التجارة العادلة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين.

التحديات المحلية وتأثير ضعف العملة

في ظل استمرار استفادة الصادرات الصينية من ضعف العملة، تبرز تحديات اقتصادية على الساحة المحلية تشمل التباطؤ في القطاع الصناعي وتراجع مبيعات العقارات، وهو ما يدفع المحللين للمطالبة بتوجيه مزيد من الدعم للاقتصاد الوطني:

  • تقديم دعم مالي مباشر للأسر لزيادة استهلاك الداخل.
  • توسيع برامج التأمينات الاجتماعية وتمويل المبادرات المحلية.
  • استهداف عجز مالي بين 5% و6% من الناتج المحلي الإجمالي عوضًا عن 4% حاليًا، لمواكبة المتغيرات الاقتصادية.
  • رفع مستوى الإنفاق العام لمواجهة الضغوط الانكماشية داخل السوق الصيني.

وتلخص المستجدات الأخيرة أن مستقبل اليوان الصيني سيبقى محل اهتمام عالمي، في ظل استمرار مراقبة الأسواق العالمية للخطوات القادمة، حيث تعتبر “غاية السعودية” أن تلك التحولات تضع الاقتصاد الصيني أمام خيار ضرورة دعم الطلب المحلي إلى جانب مواصلة التركيز على استقرار العملة وتحسين العلاقات التجارية.